مواطنون يردون على "17 سبتمبر " بحملات تنظيف الشوارع

فشلت مرة أخرى جهود الداعيين إلى ثورة 17 سبتمبر، في استقطاب الجزائريين للانتفاضة في الشارع، والتحريض على اندلاع ما أطلقوا عليه بيوم الثورة الجزائرية، حيث بدت مجريات الحياة عادية كسائر الأيام، وبالمقابل لم تعرف الأحداث "المزعومة" اهتماما إعلاميا بالقدر الذي تم الترويج له قبل أسابيع.

  • في جولة قادت "الشروق" أمس عبر شوارع العاصمة، انطلاقا من ساحة أول ماي وحسيبة بن بوعلي والبريد المركزي مرورا بساحة الشهداء، لم يتم ملاحظة أي تغيرات أو أحداث شغب، بل بالعكس من ذلك، كانت كل الأمور جد عادية، فجميع المواطنين يقضون حاجيتهم اليومية، فهناك من يقوم بشراء الكتب والمستلزمات المدرسية لأولاده، وآخرون يقتنون السلع من المحلات، فيما أخذ البعض منهم مقاعد في المقاهي والمطاعم، كما لم تشهد جميع الشوارع والأحياء تكثيفا أمنيا على غرار ما شهدته مسيرات سعدي "السبتية".
  • وعكس ما كان يتوقعه البعض، فإن سكان "تريولي" بأعالي باب الواد اجتمعوا في حدود الساعة العاشرة صباحا من نهار أمس حاملين شعارات تشيد بالرئيس بوتفليقة وبالوعود التي وفّى بها إزاء عملية الإسكان، مرددين عبارات: "الشعب يريد الاستقرار"، وطالبوا بالتصدي للشراذم التي تريد إقحام الجزائر عنوة في ثورة شبيهة بالثورات العربية الأخرى وإعادتها للنفق المظلم والعشرية السوداء التي أرهقت البلاد والعباد.
  • وصرح بعض المواطنين الذين تحدثت اليهم "الشروق"، أنهم لن ينساقوا وراء الجهات الداعية إلى زرع البلبلة في البلاد، مؤكدين أن الاستقرار الذي تميزت به الجزائر مقارنة بجيرانها، أثار حفيظة تجار الفتنة الذين لا يصطادون إلا في المياه العكرة، ولا يريحهم تمتع الجزائر بكامل قوتها لضرب المتلاعبين بأمنها، وباشروا سياسة إثارة المشاكل، معتمدين على شبكة التواصل الاجتماعي المعروف بـ"الفايس بوك" كوسيلة لتحقيق مآربهم بعد حصولهم على مساندة متعاطفي الثورات، خاصة في ليبيا، مصر وتونس.
  • وحتى البطالين الذين قرروا الاحتجاج أمام ساحة البريد المركزي، أمس، أجلوا ذلك حتى يقطعوا الطريق أمام تجار الفتنة والخراب، فالكل اتفق على شعار واحد وهو "نريد استقرار البلاد"، والكل يريد التغيير، لكن بطرق سلمية.
  • هذا ولم تجد القنوات والمواقع الأجنبية ما تركبه من هذه الأحداث الافتراضية بعد أن اعتقدت أن حملات "الفايسبوك" سيكون لها الأثر الذي لعبه في كل من مصر تونس وليبيا وسوريا، حيث اكتفت بوصف الأجواء وبررت الحملة التي شنتها منذ أزيد من 4 أسابيع لصالح "ثوار الفايس بوك الوهميين" بالتذكير فقط بالأحداث الماضية التي عاشتها العاصمة مع مطلع السنة الجارية.