أهلاً بالجميع ..



اليوم قررت الكتابة قليلاً عن بعض القضايا التي يعاني العالم العربي منهـا آثارهـا الوخيمة وسأستهل كتابتي بالتحدث عن أساس التخلف في المجتمعات العربية وعندمـا أقصد التخلف فأنني أعرفه على أنه القدرة على عدم الإبداع .



التعليم هو القدرة على الإستفادة من المُكتسبات السابقة التي توصل لها العالم من أجل إبداع شيء جديد ستعتمد عليه الأجيال التي ستأتي بعدنـا لتواصل رحلة تنوير الإنسانية لكننـا نرى شيء خطير في العالم العربي وهو أن التعليم أصبح مُجرد شيء مجرد من الإبداع أي أننـا نتعلم ليس من أجل إبداع أشياء جديدة لكن لنكرر مـا نفعله كل يوم ونكسب راتب مُحترم كي نعيش حياة سعيدة . وهذا شيء خاطئ جداً وأعتبر لو تم حل هذه الإشكالية ستُحل جميع القضايا التي تبدو لنـا مستعصية إلى حد مـا لكن مـا السبب في غرس هذه الفكرة ؟ العديد من العوامل أدت إلى تخريب عقلية المُتعلم أهمهـا : النظام التعليمي - ضغط العولمة - الأسرة وسأتحدث في موضوعي هذا عن هذه الركائز مُقدمـاً حلول تُعتبر عملية من أجل تغيير التعليم في العالم العربي .



نظام تعليمي فاشل بكل المقاييس : نظام مُستورد تم تطبيقه بعد ترقيعه قليلاً كي يناسب المجتمعات العربية الشبه إسلامية ( لو كانت إسلامية لما كنـا نعاني من هذه المشاكل ) المهم إنالنظام الإبتدائييُعتبر اللبنة الأساس التي يتجلى دورهـا المحوري هو تجهيز التلميذ للتعلم من خلال زرع مبادئ حب التعلم بدون شروط وأيضاً تثبيت نظام في عقله هدفه الدراسة ليست من أجل النقط ولا الدرجات ولكن من أجل إثبات الذات ومُحاولة القيام بأشياء لم يستطع أحد الوصول إليهـا نعم هذه هي القيم التي يجب على المدرسة الإبتدائية في حين نجد أنه تبدأ بدون سابق إنذار في محاولة تعليمه اللغات والعلوم دون أي تهييئ مسبق وهنا يعجز البعض عن مسايرة هذا النظام الجديد الذي لا يعرف لماذا سيدرس مثل هذه الأشياء الصعبة في حين أن يمكنه قضاء الوقت في اللعب . أمـا البعض فيكون مبرمج على الحفظ وتحقيق نفاظ جيدة فهذا المسكين يكد بكل قوته من أجل حفظ وفهم أشيـاء لا يعرف فائدتها الأشياء لكنه رغم هذا يدرس بجد وبعد هذا قد يُصاب بنكسة فيتراجع مستواه الدراسي لغياب رغبته في مواصلة إتعاب نفسه والكل يتساءل ما الذي الحدث له . أمـا فيالمدرسة الإعداديةفدورهـا يتجلى في محاولة لإكتشاف ميول الإنسان نحو أحد المجالات فهي تقدم العلوم والأداب وتترك للتلميذ الحرية في معرفة أي مسار يناسبه لكن المشكل هنـا وهو أن هناك شعبة واحدة تُحقق " الحياة السعيدة " وهي العلوم أمـا الأداب فهي للأشخاص الذين يمتلكون مشاكل مع المواد العلمية وهذا شيء غير مناسب للمجتمع ففي هذه المدرسة يتم توجيه التلاميذ في رحلة اللاعودة وهنا تبدأ المشاكل . وفيالمدرسة الثانويةفالوقت قد إنتهى لأجل حل المشاكل فشخصية الطلاب قد تكونت وفي القليل من الحالات يمكن للطالب أن يحب مـا يتعلم ففي ها المرحلة 99% من التلاميذ يدرسون لأجل تحقيق معدل جيد يُدخلهم إلى الجامعات الكبيرة وبعدهـا الحصول على مهنة براتب جيد وفي عمله يُجيد فقط تكرار مـا سبقوه دون أي رغبة في تحقيق شيء جديد وهنـا المشكل فعندمـا تغيب هذه الرغبة تظهر أشياء أخرى مكـانهـا وأغلبهـا تكون أشياء سيئة .

لحل مشكل النظام التعليمي هناك بعض الحلول التي أود مشاركتها معكم التي ستكون قابلة للتطبيق بعد دراسة دقيقة :

- إخضاع الأساتذة لتكوين مستمر لتعامل جيد مع التلاميذ كل حسب حالته .

- تخصيص ساعات مُهمة في السنوات الدراسية الأولى للتعريف بالعلوم والعلمـاء ومافعلوه لتصل البشرية إلى مـا هي عليه ومُحاولة زرع فكرة أن أي واحد يُمكنه تحقيق مجدهم بالعمل الجاد فكمـا قال أينشتاين " العبقرية = 99% من العمل الجاد + 1 % موهبة " يعني لا يوجد أحد وُلد عبقرياً ( يُوجد ) لكن أصبحوا كذلك بعد العمل الجاد كي يكتسب التلميذ الثقة في النفس ويعلم أنه لو فشل في أحد الإختبارات ليس لأنه غبي بل لأنه إمـا لم يدرس جيداً أو لم يعرف كيف يدرس جيداً .

-تقليص ساعات الدراسة في الأقسام في السنوات الأولى من الدراسة والعمل على تعويضهـا في ورشات للرسم ، المسرح ، الرقص ، الغناء كي يستمتع الطفل في دراسته ولو تعرض لضغط في أحد الأوقات فإن هذا سيخفف الأمر عليه وسيجدد طاقته من أجل التعلم وعندهـا لن يحتاج للتغيب عن الدراسة أو حتى عطل دراسية لأني يستمتع فيمـا يفعل ويشعر بالراحة إذن فلماذا العُطلة ؟ هذه مجرد حلول بسيطة سهلة التطبيق ولاتحتاج لأموال كثيرة فقط لأطر قادرة على العمل من أجل التغيير أمـا في الدراسات الإعدادية الثانوية فإن الطالب يجد نفسه أمـام وقت فراغ كبير يمكن تقننيه عبر بناء نوادي داخل المؤسسات التعليمية التي يمكن الولوج إليهـا في أي وقت .

خلاصة : نفسية وإرادة التلميذ هي العوامل المسئولة عن تحقيق النتائج الجيدة وليس فقط مدى إتقانه لمعلومات يمكن الوصول إليهـا عبر ضغطة زر في الإنترنت