لماذا سماها الله ليلة القدر؟
سماها الله تعالى ليلة القدر إما لأن لها قدرا عظيما ومقاما رفيعا، كما تقول لفلانٍ قدر وكما قال تعالى (وما قدروا الله حق قدره)،
أو لأن فيها يتم تقدير الأعمال والأرزاق للسنة المقبلة، كما قال تعالى (فيها يفرق كل أمر حكيم), أي: يكتب, ويفصل أو يبين في هذه الليلة للملائكة، فتنزل فيها سجلات أقدار كل شيئ يخص العام المقبل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، فيكتب فيها السعداء والأشقياء والأحياء والأموات، والعزيز والذليل, ويكتب فيها الجدب والقحط وأقدار الدول والشعوب وأقدار الأفراد وتقلبات القلوب.
وقيل سميت ليلة القدر أي الضيق لأنها ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة من كثرة تنزلهم، قاله الخليل بن أحمد واستشهد بقوله تعالى (ومن قدر عليه رزقه) أي: ضيق.
وقيل أيضا في سبب تسميتها أن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر، أو لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر, وتنزل فيها رحمة ذات قدر, وملائكة ذوو قدر.