ZouNa
اهلا وسهلا بيك زائرنا الكريم نتمنى ان تسجل معنا

بعد التسجيل ستتلقى رسالة في بريدك افتحها واضغط على الرابط الموجود بها لتنشيط عضويتك


ZouNa
اهلا وسهلا بيك زائرنا الكريم نتمنى ان تسجل معنا

بعد التسجيل ستتلقى رسالة في بريدك افتحها واضغط على الرابط الموجود بها لتنشيط عضويتك

ZouNa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ZouNaدخول

منتدى احترافي يقدم كل ما هو جديد و مفيد في عالم التقنية الحديثة


descriptionصفات المؤمن الصالح Emptyصفات المؤمن الصالح

more_horiz






إذا آمَن العبد بربِّه إيمانا صادقا وصَدَّق بالبَعثِ والحسابِ وبأَن الناسَ مَجزِيّون بأَعمالهم سار على الطريق المستقيم، فخافَ اللهَ، وعَمِل ما أَمرَ به واجْتَنَب ما نَهَى عنه؟ وخَالَق الناسَ بخلقٍ حَسَن، فصدَق في حديثه وحَفِظَ الأمانة وَوَفَى بالوعد؟ وتَعاوَنَ مع الناسِ على البِر والتًقْوَى .

فإذا كان تاجرا حَرَص على أَن يُوفِيَ الكَيلَ والمِيزَانَ عَمَلا بقوله تعالى ([1]): {أَوْفوا الكَيلَ ولا تَكونوا من المُخسرين، وزِنوا بالقسطاسِ المستقيم} وكان سَمحا في بَيعه وشرائه، ومطالبتِه بمالَه ، من حق عند حرَفَائه ولم يغش أَحدا خوفا من غضبِ الله ومراعَاةً لقَولِ رَسولهِ ([2]) صلى الله عليه وسلم: "مَن غشَّنا فليس منا" وصَدَق في قوله فلم يَزعمْ كذبا أن السلعةَ بعَشر وهي بثمان ، ولم يَتَّخِذ الحلفَ وسيلة إلى اختراع ِ الناس ليشتَروا من بضاعةٍ رديئةِ على أَنها جيدة ، أو ليشتروها بأكثر مِما تَستحِق من الثمن، لأن ذلك الكَسبَ الحرام لا يُبارِكُ الله فيه "الحَلِفُ مَنْفَقَة للسِّلعِ مَمحَقة للكَسب". ولم يَحتكِر السِّلعَ ليَرفَعَ ثمنَها، ويَصعُبَ على الناس الحُصولُ عليها، لأن الرسولً صلى الله عليه وسلم يقول: "من احْتكَر الطعامَ أربعين يَوما فقد بَرِئ من الله، وبَرِئَ اللهُ منه" ([3]) ورَعى الأمانَة في معاملةِ الناس ما استَطاع طَمَعا في هذه المَنزلةِ الرفيعةِ التي أَعد اللهُ للتاجرِ الأمين الصادق "التاجرُ الصَّدوقُ الأمين مع النبيين والصِّدِّيقين والشُّهداء" ([4]).

وإن كان زارعا اجتهد في اسْتِثمارِ الأرض، يَبغِي بعَملِه وجْه الله ، فزَرع وأَرْوى وَسَمَّد، وتَعهدَ الزرع بألوانِ العناية حتى يَحصُدَ ما يَحيا عليه الناسُ والدواب والطير، وَيَنالَ مِع الثمراتِ التي يَجنِيها أجرَ اللهِ وثوابَه، فقد رُوى في الحديث:
"ما مِن مُسـلم يَغرِسُ غَرسا أو يَزرعُ زَرعا فيأكل منه طير أو إنسـان أَو بَهِيمةٌ إِلا كان صَدقة" ([5]).
ويسلَك مع الناس مَسلكا يُرضِي به اللهَ ورسولَه، فيَرعَى جِوارَهم، ويحافظُ على زروعهم ، فلا يُغرِقُها لا يتلفُ منها شيئا، ولا يَمشِي في حُقولِ جِيرانِه إلا بإذنهم، ولا يَعتدِي على حُدودهم، ولا يَبخلُ عليهم بمَعونة في عَمل، ولا بآَلةٍ زراعية يَحتاجون إليها، ولا ببذَورٍ جيدة تَكثُرُ بها غَلاتُهم ، ويَبذلُ نصائحَه، ويَهدِي بتَجارِبه مَن لا يُحسِن الزراعةَ، وهكذا يكونُ مَصدرا للخير في بِيئتِه ، ولا ينالُ أَحدا بسُوء، ولا يَحسُدُ أحدا منهم نَمَت زِراعتُه، وَوفرَت غَلاتُه.
وإن كان صانعا أَتقن عَمَله اتباعا لِقَولِ اللُه:

{ إنا لا نُضِيعُ أجْرَ من أَحسنَ عَملا} ([6]) وقولِ الرسول: "إن الله يُحب إِذا عَمِل أحدكم عَمَلا أن يُتقنَه" ([7]) وصدَق في مواعيدِه وَوَفى بما عَاهَد عليه الناس، فلا يَغشُّ في النوعِ ولا في العَمَل.

وبهذا السلوك يُرضِ الله، ويخدمُ وطنَه بترقيةِ صناعته، ويَجذِبُ الناسَ إِليه، فيَتسعُ رزقه ، ويَذِيعُ صِيتُه، وتكونُ صناعتُه سبَبا في سعادته في الدنيا و الآخرة.

وإِن كان مُعلما أَحس عِظَمَ الرسالة التي يَحمِلُها، وأَدرك أَن صلاح الطلاب يكون بصَلاحِه.
والمعلم الصالحُ يُشفِقُ على تلاميذه أسوةً بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يقول: ([8]) "إِنَّ الله رَفيق يحب الرفقَ في الأمرِ كله" فيَرفُقُ بهم كما كان يَرفُق- وهو يُعلِّمهم- ولا يُعنِّفهم تعنيفا يُحزِنُ قلوبَهم، أو يُولِّد العِنادَ في نفوسهم، ويكون قدوَةً حَسَنَة لهم بسلوكه الكريم، ويُبَصِّرُهم بمكارمِ الأخلاق، وبالصفات التي تَكفُل لهم النجاحَ في دراستهم، ويَملؤهم أَمَلا في المستقبل، ويَدعوهم إلى التَّطلُّعِ إلى معالي الأمور، ويُخاطبُهم على قَدرِ عقولهم ليَفهموا منه، ويَجودُ بعلمه، ولا يَبخلُ على طلبته بما يَنفعهُم منه، و إلا تَعرَّض لما يُنذِرُ به الرسول ([9]) "من كَتَمَ علما نافعا جاءَ يَومَ القيامةُ مُلجَماً بلِجام من نار" و يعمل بعلمه ليرَى الناسُ أثرَ العلم في صلاحه، فيتعلموا ما تعلم، ليُصبِحوا مِثله، وإِلا زَهِدوا في علمِه الذي لا نفع فيه، يقول علي كَرَّمَ اللهُ وجهَه " إذا لم يعمل العالمُ بعلمه، استَنكفَ ([10]) الجاهِلُ أَن يتعلم ".
وإذا كان تلميذا وَقرَ مُعلِّميه ، مهما كان حَسَبه ونَسبُه، فإن الواجب عليه أَن يَتواضع للعلم الذي عَظم اللهُ شأْنه، وقد حَدثوا أن هارون الرشيد سأل أَحدَ جُلسائه: مَن أعزُّ الناسِ في زمننا هذا ؟ قال: لا نَعرِف أَحدا غَيْرَ أميرِ المؤمنين، فقال الرشيد: بل الكِسَائيُّ أعز مني، فقد رأيت الأمينَ والمأمونَ يَتسابقانِ إِلى تَقديمِ نَعْلَيه إليه.

وظل مَدَى حياته حريصا على الدرس والبحث، شاعرا بحاجته إِلى مَزيد من العلم عَمَلا بالحِكمة القائلة: " لا يَزالُ الرجلُ عالما ما طَلَب العلم، فإذا ظن أنه قد علِم فقد جَهِل ".

descriptionصفات المؤمن الصالح Emptyرد: صفات المؤمن الصالح

more_horiz
بارك الله فيك وجزاك الله كل خيرا
مشكور على الموضوع الرائع
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى