احيانا ينتباك شعور بان الموت اقرب اليك من الحياة ,
تحس بانك مازالت لم تبلغ مهمتك بعد , تختلط الاحاسيس هل تفرح بانك بدأت تكتشف طريقك ؟
ام تحزن لانك تاخرت في ذلك ؟
تتخيل المكان الذي ينتظرك فتشعر بالوحدة مسبقا
تندم عن الكلام الجارح الذي قلته للقريبين منك
تندم عن اصدقاء لم تسامحهم عن اخطاء ارتكبوها انت ترتكبها
وتندم عن قلوب جرحتها وقد كانت لك خير رفيق
تندم عن لحظات افنيتها في معصية الله
وتندم على لحظات ضياع وضعف
تندم وتندم وتزيد مرارتك عندما تحس بان لحظاتك في هذه الحياة معدودة وانك لوحدك وستموت لوحدك دون ان يكون محبيك معك
تتخيل طريق المقبرة وانت محمول فوق الاكتاف
تتخيل وجوه محبيك واحساس الفراق والحرقة
تريد ان تقول لهم احبكم لكن صوتك لا يصل اليهم
تريد ان تقول لهم سامحوني لكن صوتك يتبدد في الهواء
تنظر الى جنازتك فترى طفل صغير دمعت عيناه حزنا عليك
حزنا على حلم عشته في طفولتك وضيعته في شبابك ونسيته في كهولتك وندمت عليه بعد موتك
ترى شاب مكبل بسلاسل حديدية
تسأله من كبلك فيقول ل كانت
تتساءل كيف ؟
يجيبك بضعفك , بترددك بخمولك بسلبيتك بضياعك
يزيد ندمك ويزيد همك وانت ترى مكانك في المقبرة قد دنى منك
ويزيد شوقك عندما ترى وجوه محبيك تبتعد شيئا فشياء بعد ان وضعوك في تلك الحفرة ووضعو فوقك التراب واللحد
لقد انقطع عملك وانقطع قولك
لتبدأ رحلة جديدة
تسير فيها وحدك
تحاسب فيها وحدك
لن تجد من تلقي عليه اللوم
ولن تجد من تعتمد عليه في عملك
فقط انت من تحاسب على ما عملته وعلى ما قلته
ما اكثر شيء ستندم عليه ؟
عن عمرك الضائع في طريق ليست طريقك
ام ستندم عن اشخاص اخطات في حقهم ولم تستمحهم
ربما على اشخاص احببتهم ولم تعبر لهم عن حبك
ام على اشخاص اردت مساعدتهم و هم يحتاجون مساعدتك لكنك غفلت عنهم باشياء تافهة
هل ستندم على حلم الطفولة ام على هدف الشباب ؟
عندها تعيد الرجوع قليلا وتلاحظ ان النفس مازال يدخل ويخرج وانه مازال هناك بصيص من الامل
وانه بامكانك ان تغير مصيرك وتعيد بناء حياتك
تتخذ قرار ان ستكون شخص اخر وتحيى حياة اخرى
لقد اتخذت هذا القرار في الكثير من المرات
في كل مرة تشعر بتهديد الموت وبتحذيرها
لكنك تنساه بعد زوال تأثيره
فهل ستنساه اليوم ؟