صنفت الجامعة الجزائرية مؤخرا في ذيل قائمة ترتيب الدول من حيث مستوى الإبداع في مختلف المجالات. وشمل التصنيف الذي قامت به إحدى المنظمات الدولية المختصة أكثـر من 150 بلد، ليكون هذا التصنيف الثاني منذ بداية العام، حيث احتلت جامعات سعد دحلب وبسكرة
ووهران وعنابة، مؤخرة ترتيب الدول الإفريقية من حيث الأداء الأكاديمي والعلمي.
تواصلت أشغال مؤتمر القمة العالمي للتربية والتعليم بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث تم مناقشة مفاهيم الابتكار من خلال تبادل الخبرات وأفضل الإنجازات والنجاحات، إضافة إلى وضع تصورات وتوقعات لسير الأحداث المستقبلية في المجال التعليمي.
وجمع المنتدى عددا من الخبراء الدوليين، جاؤوا لعرض تجارب بلدانهم في مجال الإبداع والابتكار في مختلف مراحل التعليم، وتم التركيز على تكوين شراكات متعددة التخصصات بهدف جذب تركيز المجتمع الدولي نحو بحث سبل جديدة لمعالجة التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع خاصة في الدول النامية والفقيرة والمناطق التي تشهد نزاعات على غرار العراق وباكستان وفلسطين.
غير أن جامعة الجزائر التي تحصي أكثر من 30 ألف باحث معظمهم يعملون في جامعات ومخابر أجنبية، كانت غائبة عن الملتقى رغم الخطوات الكبيرة التي قطعها البحث العلمي حسبما يؤكد مسؤولو وزارة التعليم العالي. وقال رئيس فريق البحث وتكنولوجيات المعلوماتية والاتصال من جامعة سيدي بلعباس بوخليفي عواد، في هذا الإطار، بأن الجزائر مطالبة اليوم بتثمين مختلف مجالات البحث والاختراع للتماشي مع التطورات الكبيرة الحاصلة في هذا المجال، وهو أمر لن يتحقق، حسبه، ما لم تعجّل في تقديم تحفيزات ''حقيقية'' للباحثين الموجودين بالخارج.
وقال محدثنا، بأن أكثر من 30 ألف باحث تهيكلوا في جمعية للكفاءات الجزائرية، تضم أفضل الخبرات، أعضاؤها اليوم، يضيف، مستعدون للعودة واستثمار أفكارهم وتجاربهم شريطة توفير المناخ الملائم والظروف المهنية والاجتماعية بشكل يسمح لهم بتجسيد بحوثهم في المخابر الجزائرية.
وانتقد رئيس فريق البحث وتكنولوجيات المعلوماتية والاتصال الذي قام بإنتاج عشرة كتب في مجال معالجة الصور الرقمية في الشبكات والإعلام المتعدد وتكنولوجيات الإعلام، خمسة منها في فرنسا، الظروف التي يعمل فيها الباحث الجزائري ''ميزانية البحث الواحد لا تتعدى 150 مليون لسنتين.. وهي لا تكفي حتى لاقتناء الحواسيب ومختلف التجهيزات المرتبطة بها والأساسية في المخبر..''. ليس هذا فقط، فمحدثنا أشار أيضا إلى عدم وجود تحفيزات من شأنها ''إغراء'' الباحثين وتشجيعهم على استثمار معارفهم وإنجاز كتب ومطبوعات تكون تحت تصرف الطلبة ما دامت الدولة أنفقت الملايير من أجل تكوينهم. وبصفة عامة يضيف، فانه لا بد من إعادة النظر في مبدأ المساواة بين جميع الباحثين، والمفروض في هذه الحالة مكافأة كل باحث حسب إنتاجه العلمي والمعرفي.