هل سألنا أنفسنا مرة إن كانت قلوبنا تحمل غلاً على أحد؟


هل سألنا أنفسنا مرة إن كانت قلوبنا تحمل غلاً على أحد؟


أم نعتقد أنّ قلوبنا صافية لا تحمل حقداً ولا بغضاً لأحد؟
فلنقف قليلاً مع هذه القصّة لعلّنا نصل لإجابة !
اتّصل شابٌ على شّيخ يقول له
تنازعنا مع أبناء عمي على قطعة أرضٍ نعلم أنها كانت لوالدنا ولم يكن لديناإثبات
طال النزاع فتنازلنا عنها لهم وقاطعناهم وكنّا نذكرهم بالسّوءدائماً
ردّ عليه الشّيخ :
هل تريدون الجنّة أم لا ؟ قال : بلى ، قال: إذاً تطلب السّماح من أبناء عمّك

يقول الشاب : فاتّصلت على ابن عمّي وقلت : سامحونا لن تفرق بيننا قطعةُ أرضٍ

ففاجأني بقوله : بل أنتُم سامحونا وخُذُوا الأرض حلالٌ عليكم !
فاختلفنا مرة أخرى كل يريدُ تقديمَ الأرض للآخر ثم اتّفقنا أن نجعلها وقفٌ لوالدينا معاً ..

يقول : الغريب أنّني أحسّست بعد إغلاق الهاتف كأنّني ألقيتُ كيساً من الإسمنت

كان قابعاً على صدري..
وهنا لنا وقفة ..
هل سألنا أنفسَنا : كم كيسَاً من الإسمنتِ نحملُ على صُدورِنا ؟
احبتي في الله أن سلامة الصدور وراحة البال والنفس تتطلب منا تنقية القلوب من الأمراض
التي لا تضر سوانا فالحقد والحسد والبغضاء والكراهية والغل جميعها
تؤثر على من كانت في قلبه فيسكنه الهم والغم والكدر والتعب والقلق
فهل نرضى لأنفسنا ذلك


فصفاء القلوب نعمة من الله إن لم نحسن التعامل معها ستكون نقمة علينا
فماذا نطمح من هما هل النعمة ام النقمة ونحن بيدنا كل شئ ,,,
اخوتي الاعزاء ماأكثر الكلمات حين ننطقها
وقد نجد لها بابا في الشر وأبوابا عديدة في الخير
فهل نحملها على أي منها ؟؟

وماأكثر من يحمل لنا الاقاويل والتي لم نسمعها على لسان صاحبها

وقد تحمل من الكلام مايسيئ إلينا فهل نصدق هذا او نتأكد من صاحب القول ؟؟
إن راحة وصفاء قلوبنا تتطلب منا أن نبتعد عن أقوال السوء

والظن السيئ بالاخرين
وصفاء القلوب والتسامح من صفات أهل الجنة فقد قال الله عز وجل
في وصف أهل الجنة وماانعم عليهم به :
((ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين))
هذه احدى نعم الله على أهل الجنة
فهل نبخل على أنفسنا هكذا ونحن في الدنيا ,,,
اخوتي الاعزاء إنما هذه تذكرة وإن الذكرى تنفع المؤمنين

اقول قولي هذا واسأل الله لي ولكم صفاء القلوب وأن يغفر الله لنا الذنوب
ويرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم