لرسم ليس فقط وسيلة لابراز مواهب أطفالنا‏,‏ ولكنه أيضا طريقة لإخراج ما بداخلهم من عقد نفسية أو ميول عدوانية‏!‏

هذا ما أكدته د‏.‏ سامية عبد الرحمن أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة القاهرة‏,‏ مشيرة إلي أن الطبيب يمكنه فهم نفسية الطفل عن طريق أسلوبه في اللعب أو الرسم‏,‏ فعندما تضرب طفلة عروستها أو تحطمها فمعني ذلك انها تنتقم من العروسة لان أمها تمارس نفس الأسلوب معها‏,‏ وقيام الطفلة بتقليد والدتها فهذا يعني الافراج عن الشحنة الداخلية الغاضبة التي تتسم بالروح العدائية فيساعد ذلك علي تقليل نسبة الغضب الموجود بداخلها وبذلك يكون اللعب وسيلة لعلاج الطفلة من العقد النفسية‏.‏

أما الرسم فهو من الهوايات الجميلة التي تكشف الكثير عن نفسية الصغير لانه وسيلته في التعبير عن آرائه وأفكاره‏,‏ فعندما يرسم الطفل فإنه يعالج نفسه ويخرج شحنة مختزنة في عقله الصغير يترجمها الي خطوط وألوان ويتمكن الاطباء عن طريق الرسم من فهم نفسية الطفل وعلي أساسه يتم العلاج‏,‏ وتضيف د‏.‏ سامية عبد الرحمن أن التحليل النفسي للرسم ليس عملية سهلة بل له قواميس لان كل خط يعبر عن شيء ويوحي به والمتخصص يترجمه الي حالة‏.‏ وليس شرطا أن النواحي العدوانية فقط هي التي تظهر من خلال رسومات الطفل ولكن ممكن التعرف أيضا علي أسلوب تفكيره وميوله‏,‏ وأمنياته وطموحاته وما الذي يأمل في أن يكون عليه في المستقبل‏.‏ كما أن الرسومات تعكس طباع الطفل سواء كان هادي الطباع أو عصبي المزاج‏,‏ ويساعد الرسم أيضا علي الافراج عن شحنة التوتر أو الغضب التي قد يعاني منها الطفل‏.