الإقبال على القرآن 6_514819439

القرآن العظيم هو حبل الله المتين والنور المبين، مَن تمسّك به عَصَمَهُ الله، ومَن اتّبعه أنجاه الله، ومَن دعَا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم. وقد نصّ الله على أن الغاية الّتي من أجلها أنزل هذا الكتاب مُنَجَّمًا مفصّلاً هي التثبيت، فقال تعالى في معرض الرد على شُبه الكفار: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} الفرقان .32
لماذا كان القرآن مصدراً للتثبيت؟
لأنه يزرع الإيمان ويُزكي النفس بالصلة بالله. ولأن تلك الآيات تتنزل بردًا وسلامًا على قلب المؤمن، فلا تعصف به رياح الفتنة، ويطمئن قلبه بذكر الله. ولأنه يزوّد المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع من خلالها أن يُقوِّم الأوضاع من حوله، وكذا الموازين التي تهيء له الحكم على الأمور، فلا يضطرب حكمه، ولا تتناقض أقواله باختلاف الأحداث والأشخاص. وأنه يرد على الشبهات الّتي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين، كالأمثلة الحية التي عاشها الصدر الأول.