تلتحق جامعات كل من الشلف وسوق أهراس هذا الأسبوع، بموجة الاحتجاجات التي يعرفها القطاع وحالت دون التحاق الطلبة بالمدرجات، في وقت تستعد وزارة التعليم العالي للإعلان الرسمي عن انطلاق السنة الجامعية من طرف رئيس الجمهورية، دون اتخاذ أية إجراءات تهدئة من شأنها تجنيب شبح سنة بيضاء جميع مؤشراته باتت متوفرة.
بلغت نسبة الاحتجاجات التي تعرفها مختلف معاهد وكليات الوطن مؤخرا ذروتها، بسبب عدم تحرك الوصاية لامتصاص غضب الطلبة والأساتذة على حد سواء رغم تحذيرات التنظيمات الطلابية ونقابات القطاع من انفجار الوضع بسبب المشاكل المتراكمة منذ بداية دخول الجامعين. ويتزامن كل هذا مع الاستعدادات التي تقوم بها وزارة التعليم العالي تحسبا للإعلان رسميا عن انطلاق السنة الجامعية من قبل رئيس الجمهورية يوم 14 ديسمبر الجاري من جامعة الأغواط. وكانت عدة تنظيمات أقدمت على غلق أبواب جامعات كل من الجزائر 2 والجزائر 3 وباب الزوار ومعسكر ووهران للضغط على الإدارة وإجبارها على فتح أبواب الحوار قصد تسوية المشاكل البيداغوجية والاجتماعية التي يتخبط فيها الطلبة، حيث أقاموا حواجز في المداخل الثلاثة لجامعة وهران، مما تسبب في توقف الدراسة.
ورفع الاتحاد الطلابي الحر في هذا الاحتجاج 20 مطلبا، منها البيداغوجية، كتأخر استلام شهادات التسجيل والاكتظاظ في الأقسام والمدرجات ونقص المراجع والوسائل البيداغوجية، إضافة إلى مطالب اجتماعية كالنقل والإيواء، كما انتقد ''التزوير''الحاصل في انتقال طلبة السنة الأولى إلى الثانية في قسم الكيمياء الصناعية.
أما طلبة تيزي وزو، فقد نظموا مسيرة عبر شوارع المدينة للاحتجاج على تردي ظروف الإقامة بالأحياء الجامعية، بينما شهدت جامعات ميلة وقسنطينة وغيليزان، احتجاجات كبيرة بسبب عدم فتح العدد اللازم من مقاعد الماستر، بحجة نقص التأطير حسبما أعلنت عنه الإدارة. ففي ميلة مثلا تم فتح 200 مقعد بيداغوجي فقط، بينما يقدّر عدد المتخرجين بـ 700 متخرج.
من جهتها، قررت مختلف التنظيمات النقابية المنضوية تحت ما أصبح يعرف بائتلاف الحركة الطلابية على مستوى جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، الدخول في حركة احتجاجية تشل كامل الكليات ابتداء من يوم غد، تنديدا ''بالقرارات والتعليمات الارتجالية'' الصادرة عن الإدارة، وعدم إشراك الطلبة في صياغتها، وكذا ردا على التهديد بالمجلس التأديبي والمتابعة القضائية ''لكل طالب يطالب بحقوقه..''. وأكثر من ذلك، ارتفاع نسبة الرسوب بشكل غير مسبوق، حيث بلغت في قسم الإعلام الآلي حسب بيان تلقت ''الخبر'' نسخة منه 80 بالمائة.
من جهتها، قررت النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين فرع جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، تنظيم وقفة احتجاجية غدا صباحا أمام مبنى الإدارة العامة تعبيرا عن رفضها سياسة رئاسة الجامعة في التكفل بمشاكل وانشغالات أساتذة الجامعة، خاصة ما تعلّق بمشكل السكن.
وطالب الفرع النقابي بالتكريس الفعلي لمبدأ الشراكة الاجتماعية قصد التكفل الحقيقي بكافة انشغالات الأساتذة الجامعيين بشكل يسمح لهم بالتفرغ إلى مهاهم على أكمل وجه، حيث اتهم رئاسة الجامعة بـ'' اللامسؤولية'' في التعامل مع ممثليه كشريك حقيقي، من خلال غلق أبواب الحوار، مما جعله يندد بمثل هذه الممارسات لأنها لن تؤدي، حسبه، إلا لمزيد من الاحتقان الذي ينذر بالانفجار في أية لحظة.