وفق المنتخب الوطني لكرة القدم بفوزه، أول أمس، أمام غامبيا في كسب الرهان الأول الذي قطعه التقني البوسني، وحيد حاليلوزيتش، حيث أكد عند استلامه مقاليد العارضة الفنية لـ''الخضر''،
في شهر جويلية المنصرم، على ضرورة تحقيق المنتخب فوزا خارج الديار. وهو ما تحقق في ملعب الاستقلال ببانجول، حيث عدنا بالزاد كاملا بعد انتظار دام 32 شهرا، أي منذ 20 جوان .2009
إذا كان الحكم على طريقة لعب المنتخب خلال الـ90 دقيقة أمام ''العقارب'' لا يمكن تحديده ولا تقييمه، مثلما أجمع عليه التقنيون الذين اتصلت بهم ''الخبر''، لأن أرضية ميدان ملعب الاستقلال تصلح لكل شيء، إلا لممارسة رياضة اسمها كرة القدم، إلا أن أمورا إيجابية عديدة شاهدناها، أول أمس، فوق أرضية الميدان، من قبل العناصر الوطنية التي تمكنت من تجاوز عقبة الحكم المالي كوليبالي، الذي رفض هدفا شرعيا لفديورة، في الدقيقة 20، بداعي وجود وضعية التسلل، وتمكنت أيضا من تدارك فارق الهدف المسجل عليها من قبل المهاجم الغامبي سيسي في الدقيقة 26، بدليل أن المنتخب وصل سبع مرات إلى منطقة 18 مترا الخاصة بالمنافس، وسجل هدفين لا غبار عليهما من توقيع عنتر يحيى وفيغولي.
لمسة التقني البوسني حاليلوزيتش كانت بادية للعيان قبل، أثناء وبعد المقابلة، لكنها معنوية أكثـر منها مادية، لاسيما أن الأرضية، كما سبق ذكره، لا تساعد على بسط خطة لعب الجزائريين التي تعتمد أساسا على التمريرات القصيرة والفنيات، بدليل أن الوافد الجديد، سفيان فيغولي، لم يتأقلم مع الوضع إلا بعد مرور شوط كامل، شأنه شأن بقية اللاعبين.
الشخصية فوق الميدان و''حب الفوز'' وتضامن المجموعة بدفاعها بكتلة واحدة وهجومها بكتلة واحدة، كلها مبادئ دافع عنها التقني منذ بداية عهده مع المنتخب الجزائري. وتجلت أول أمس في العديد من اللقطات، كاللقطة التي ثار فيها عنتر يحيى على البديل بودبوز عندما ضيع هذا الأخير الكرة في الدقائق الأخيرة، فرغبة الفوز أنست وأفقدت عنتر صوابه وراح يصرخ في وجه رياض.
لسنا هنا بصدد مدح المدرب حاليلوزيتش، لأن الأصعب، كما أشار إليه التقنيون، قادم، لكن ''عقليته'' في الفوز وصرامته في التعامل مع اللاعبين تجبرنا على الاعتراف بمجهوداته. كيف لا وهو الذي طلب من اللاعبين، في فترة ما بين الشوطين، تحقيق الفوز ولا بديل عنه، مؤكدا لهم أنه لا يرضى بالتعادل.. شوط المدربين كان حقا لحاليلوزيتش، بدليل أن عنتر يحيى، وحتى يكفر عن خطئه في المرحلة الأولى، راح يشارك منذ بداية 45 دقيقة الثانية في الهجومات وتمكن من تسجيل هدف التعادل.
ولعل أهم نقطة تحسب لحاليلوزيتش، أنه تمكن، في ظرف قصير، من وضع أقدام ''الموندياليين'' على الأرض، وهو الأمر الذي ساهم في تماسك المجموعة التي أصبحت تلعب من أجل المجموعة وليس من أجل الأفراد، وهو ما اتضح جليا في الدور الذي قام به فيغولي ولحسن وكادامورو ومصباح، رغم أن هؤلاء ينشطون في أندية أوروبية عريق،ة وكان بإمكانهم اللعب بحذر على أرضية كارثية مثل أرضية ملعب الاستقلال لتفادي الإصابات، لكن لاعب الميلان الإيطالي أنقذ زملاءه من هدف محقق في الشوط الثاني بفضل ارتمائه على الكرة، غير مبال لا بالإصابة ولا بأمر آخر، شأنه في ذلك شأن فيغولي الذي ''حرث'' رفقة لحسن أرضية الميدان.
الأكيد، أن نتيجة الفوز سترفع من معنويات المنتخب والجمهور الكروي الجزائري، لكن علينا نسيان هذا الفوز، لأننا واجهنا منتخبا غامبيا مستواه محدود جدا، حتى لا نقول ضعيفا، والمحافظة على هذه الديناميكية تتطلب تضحيات وعملا جبارا في جميع المستويات. فمالي، صاحبة المركز الثالث في الدورة الـ28 لكأس أمم إفريقيا الأخيرة، ليست غامبيا، والباقي أصعب.