اضحى الدوري الجزائري لكرة القدم يعج بالعشرات من اللاعبين الجزائريين الذين نشأوا في المدارس الفرنسية، لكنهم فضلوا العودة إلى بلدهم بعد نجاح تجربة خالد لموشية الذي جاء قبل خمس سنوات من فريق مغمور في فرنسا ليصبح أغلى لاعب حاليا في المسابقة المحلية.
ولم يكن أحداً يعرف لاعب الوسط لموشية قبل عام 2007 عندما كان يلعب مع ليون دوشير في دوري الدرجة الثالثة الفرنسي رغم انه ترعرع في مدرسة نادي اولمبيك ليون.
وصنعت الصدفة مستقبل لموشية بعد وصول ليون دوشير في 2006 الى دور الستة عشر لكأس فرنسا ولعبه أمام احد أندية الدرجة الأولى هناك حيث شاهد عبد الحكيم سرار رئيس نادي وفاق سطيف تلك المباراة واثار اللاعب اعجابه.
وانضم لموشية الى وفاق سطيف في 2007 غير أن بدايته لم تكن موفقة مع الفريق بسبب تجاهله من قبل رشيد بلحوت مدرب الفريق حيث لم يلعب تقريبا طيلة مرحلة الذهاب.
ومع توالي النتائج السلبية لوفاق سطيف، اضطر الجهاز الاداري لاقالة بلحوت والاستنجاد برابح سعدان الذي وجد في لموشية القطعة التي كانت مفقودة لاعادة التوازن للفريق.
وقاد لموشية وفاق سطيف للتتويج بلقب الدوري ودوري أبطال العرب في ذلك الموسم ثم توج الفريق في العام التالي بدوري أبطال العرب للمرة الثانية.
وعجل فشل المنتخب الجزائري في التأهل الى كأس امم افريقيا 2008 بعودة سعدان للمنتخب خلفا للمدرب جون ميشيل كافالي.
ووجه سعدان الدعوة للموشية الذي شارك في تأهل المنتخب الى أمم افريقيا 2010 وكأس العالم بجنوب افريقيا لكنه لم يشارك في كلا البطولتين بسبب خلافه مع سعدان حيث حزم امتعته وغادر معسكر المنتخب في انجولا.
ورغم انتقال لموشية هذا الموسم الى اتحاد العاصمة الا أن وفاق سطيف يضم حاليا العديد من اللاعبين الذين كانوا مغتربين وفي مقدمتهم المدافع سفيان زعبوب وأمير قروي والحارس محمد بن حمو ولاعبا الوسط سامي دراس وخالد قورمي.
وفتح بروز لموشية الأبواب أمام الكثير من اللاعبين المغتربين للعودة الى الجزائر وكان نادي مولودية الجزائر الأكثر انتدابا لهم اذ جلب الحارس بن حمو من باريس سان جيرمان غير ان هذا الحارس لم ينجح مع مولودية الجزائر ومولودية وهران قبل أن ينتقل الموسم الماضي الى وفاق سطيف.
وعلى العكس من بن حمو نجح المدافع اسماعيل بوزيد في احياء مشواره مع مولودية الجزائر الذي ضمه في 2007 من برلين يونيون الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة الالماني لكنه تمكن بعد ذلك بستة اشهر من التوقيع مع نادي كايزرسلاوترن.
وبالاضافة الى بوزيد لعب لمولودية الجزائر العديد من اللاعبين المغتربين على غرار عبد الملك مقداد الذي انتقل هذا الموسم إلى اتحاد كلباء الاماراتي وعبد الملك شراد ويوسف سفيان وفضيل حجاج.
وتضم تشكيلة مولودية الجزائر هذا الموسم اثنين من المغتربين وهما يوسف يانيس ووليد شرفة الذي انتقل من نادي البسيط الاسباني.
واستقدم شباب قسنطينة الصاعد حديثا لدوري الدرجة الأولى الثنائي فؤاد بوقرة الذي كان يلعب في الدوري المجري ومحمد دحمان الذي لعب الموسم الماضي مع بروج البلجيكي.
واستقدم جمعية الشلف بطل الدوري اللاعب دنون محمد أمين في الوقت الذي استفاد فيه شبيبة القبائل من خدمات المدافع نور الدين اسامي.
ولم تخرج بقية الاندية عن القاعدة اذ تضم في صفوفها لاعبا كان مغتربا على الاقل مثل شبيبة بجاية الذي يلعب له الثنائي محمد سيدريك حارس المرمى ولاعب الوسط مهدي قاسم.
وارجع رضوان بوحنيكة نائب رئيس تحرير صحيفة الهداف الرياضية هذه الظاهرة لعدة اسباب.
وقال بوحنيكة لرويترز "هناك عدة اسباب في اعتقادي كانت وراء هذه الظاهرة وفي مقدمتها الأزمة المالية التي تعاني منها الكثير من الأندية في اوروبا والتي اضحت عاجزة عن تسديد رواتب مرتفعة للاعبين وهو ما دفع الكثير منهم إلى الهجرة نحو بطولات اخرى لا سيما وان الضرائب مرتفعة كثيرا في اوروبا ففي فرنسا مثلا يضطر كل لاعب إلى دفع 45 بالمئة من راتبه للضرائب."
وأضاف "أما السبب الثاني فهو نجاح تجربة خالد لموشية الذي يعد أفضل لاعب في الجزائر حاليا والأعلى اجرا كما انه قطعة أساسية في المنتخب الأول بعدما قدم إلى الجزائر وبالضبط إلى وفاق سطيف من احد اندية الهواة في فرنسا."
ويرى الناقد الرياضي سمير حمزة أن عودة عدد كبير من اللاعبين المغتربين الى الجزائر سلاح ذو حدين فمن جهة سيساهم في رفع مستوى الاندية لان هؤلاء اللاعبين تكونوا في مدارس كروية عريقة في اوروبا لكن هذه الظاهرة ستؤثر من جهة اخرى على عمل قطاع الناشئين في الفرق التي اضحى الكثير منها يراهن على اللاعبين القادمين من خارج الوطن.