عائلة من عشرة أفراد تعيش مع 20 ألف كتكوت بسكيكدة Societe_1_921492244



تعيش عائلة خنطوط لخضر المتكونة من 10 أفراد منهم 6 بنات عازبات في ظروف أسموها هم ـ أنفسهم ـ بـ"الحيوانية"، ينام الجميع في مرآب عبارة عن مذبحة تابعة لبلدية بين الويدان بولاية سكيكدة، تحيط بهم ثلاثة مداجن ولا تزيد مساحة المذبحة عن 20 مترا مربعا، لا تتوفر فيها أدنى شروط المبيت ليلة واحدة، فما بالك بالعمر كله، أفرادها لا يستنشقون الهواء النقي إلا عند قضاء الحاجة التي تُقضى في الشارع؟ وحسب رب العائلة، فإن زيارتهم للمرحاض المتواجد في الشعاب لا يتم إلا ليلا، بعد أن يخلد الناس للنوم وتنقطع الحركة، حيث يخرج الأفراد العشرة، واحدا تلو الآخر، تحت حراسة الأب إلى الشعاب المتواجدة في الوادي.

الأب قال للشروق اليومي، إنه لا يحرسهم من تحرشات السكارى والمتشردين فقط، بل حتى من هجوم الكلاب الضالة التي تطارد دجاجات المذبحة، الأم اختصرت معاناتها بالخوف من الموت، واختصرت حلمها في مسكن فيه دورة مياه وفقط، الشروق اليومي زارت عائلة السيد خنطوط لخضر بن البشير البالغ من العمر 60 سنة، والذي يعيل هذه العائلة البائسة بمبلغ 6000 دينار جزائري فقط، وهو ما يتقاضاه شهريا في عمله في إطار الشبكة الاجتماعية، وجدناه يطارد الجرذان، فالعائلة تتقاسم العيش معهم، ويوميا تتعارك معهم، فتغلبهم حينا وتخسر أحيانا، كما قال أحد أبنائه: "نحن مجبرون للعيش في هذا المكان بعدما أغلقت كل الأبواب في وجوهنا، المسؤولون وجدناهم كلهم يعرفون قصة هاته العائلة التي لجأت إلى المذبحة، بعد أن قضت عاصفة ثلجية في 2007 على كوخها العائلي، لتحوله السلطات البلدية إلى مقر للحرس البلدي لبين الويدان"، العائلة صارت تعيش على صدقات المحسنين، بل إنها لا تعرف عيد الأضحى المبارك، وهي عادة ما تفطر خلال شهر رمضان على الحشائش الموسمية، وتتواصل معاناة هذه العائلة التي تجاورها ثلاثة مداجن، وكل واحدة تحتوي على أزيد عن ستة آلاف كتوكوت، أي قرابة العشرين ألف كتكوت لم يتركوا أفراد العائلة ينامون، بسبب صوتهم ليلا ونهارا ،وهذا منذ سنة 2008 .

وقال عمي لخضر: أبنائي لا يعملون، فالظروف لم تسمح لهم بالدراسة، وهم لا يمتلكون في هذا الصيف الحار حتى الثلاجة، ولولا بعض المحسنين لكان جميعهم من الهالكين، ودّعنا السيد لخضر وهو يؤكد أن جريدة الشروق اليومي هي أمله لنقل صرخته إلى السلطات المحلية، لأنه عندما يصبح كحلم بعض الجزائريين في 2012 النوم واكتساب مرحاض خاص، فمعنى ذلك أننا في عالم آخر.