أسباب الصعوبات التعلمية

مالذي يسبب إعاقة التعلم لطفلي ؟
هذا سؤال شائع يوجه للمربين والأطباء وعلماء الــنفس وأصحـاب المهـن الذين يعملون مع الأطفال ذوي الصعوبة التعلمية ، وهــذا ســـؤال طبعــا يصعب على المرء مواجهته .
سنتطرق إن شاء الله إلى العوامل المسببة أو المصاحبة لصعوبات التعــلم والتي أكتشفت نتيجة التقدم التقني والعلمي :
1-العوامل الفيزيولوجية :


أ- العامل الجيني :

هناك عدة شواهــد تدل عـلى أن الاعـتلال في الجينات يسبب صـعوبة التعلم وخاصـة ما يسمى بالديسلكسيا ( صعوبة القراءة الشديدة) وثبت ذلك من خلال الدراسات الجينية التي أجريت على الأطفال وأسرهـــم فإذا كان لدى أحد الوالدين صعوبة تعلمية في القراءة ، فحدوثها عند أطفالهم يزداد بوضوح .

ب - عوامل ما قبل وأثناء وبعد الولادة :

الأطفال الذين لديهم صعوبات تعلمية ربمـا يكونوا نتاجا معقـدا ( تسمم الدم، النزف،الخداج ) فقد ارتبط انخفاض الوزن عند الولادة بمشاكل التعلم والتطور ، وكذلك عدم تطابق زمرة دم الأم وزمرة دم الطفل (العامل الرايزيسي) اختلاف في عمل الغـدد الصماء عند الأم مثل ( قصورالغدة الدرقية ، السكري ) ، وكذلك التعرض للأشعة ، وعمـر الأم عند الولادة، الجاهزية والكفاءة لـلولادة ،الأدويـة التي تتــناولها الأم ،الحصـبة الألمانية ، نقص الأوكسجين ، تدخين الأم للسجائر ، الحـوادث التي تتــعرض لهـا الأم كذلك صحة الأم وغذائها ونمط حياتها قد تكون أسبابا للصعوبات التعلمية .
هناك دراسة أجريت على 55908 نساء وأطفالهن ، أظهرت هذه الدراسة وجود مشاكل عصبية في أطفال الأمهات ممن كـــان أعمارهن 30 سنة وأكثر أو كن
عزباءات ، أو منفصلات عن أزواجهن ، أو أقل تعليما ، أو مصابات بحالات كالربو والسكري ، والتخلف العقلي ، والأمراض العصبية ، أو اكتنفهن مشاكل الحمــل مثل (المجيء بالمقعدة والمشيمة المنزاحة ).
كذلك هناك دراسة أخرى أجريت على 48 ولدا لديهم عيوب شـديدة في القراءة كان أعمار والديهم فوق 30 عاما عندما ولدوا .


كذلك تنشأ لدى أطفال الأمهات اللواتي يشربن كثيرا من الخمر خلال فترة الحمل وتسمى ( متلازمة الجين الكحولية ) وهي نــقص في النـــمو قـــبل الولادة وبعدها ، وتشوه في ملامح الوجه ، واختـــلال في وظيفة الجهــاز العصبي ، والنتيجة يمكن أن تكون صعوبات تعلمية .

عوامل ما بعد الولادة :

أ - ضربات الرأس / أذى الرأس يؤدي إلى أذى الدماغ .
ب- التسمم بالرصاص / يسبب اختلالا بالنمو .


هناك دراسة أجريت على 425 طفلا في شيكاغو عولجوامن التسمم بالرصاص كان لدى منهم :

39 % منهم نوع من التأذي العصبي .
54 % نوبات متكررة .
38 % متخلفين عقليا .
18% مصابين بالشلل الدماغي .


وقد أظهر هؤلاء الطلاب تحسن في الأداء المدرسي وتركيزهم وثباتهم العاطفي ، بعد علاجهم بحامض الأسكوربيك والزنك والمعادن الأخرى وفيتامين ب .

ج - خلل وظيفي طفيف في الدماغ :

نتيجــة التخطيط الكهربائي للدماغ لأطفال مصابين بصعوبات التعلم وغيره وغيرهم غير مصابين ، أثبت التخطيط وجـــود اختلالات في تخطــــيط الدمـــاغ الكهربائي على جميع المستويات ، وهــذه الاختلالات تـؤثر علــى منطـقة القراءة في المخ ، وكذلك التأثير على وظائـف اللغةالتي يقـوم بها الجـانب الأيسرمن المخ لا تؤدي وظائفها بشكـل سوي عند الأطفال ذوي الصعوبات التعلمية .

هـ النضــج :

عدم اكتمال النضج عند بعض الأطفال الذين لديهم صـعوبات القراءة مرتـبطا بتأخر في نضج عناصر الجهاز العصبي ، وقــد تكون مثـل هذه المشاكـل ناجمـــة عن مضاعفات خلال فترة الحمل أو رضة أو سوء تغذية ، لكــن يتوقع للأطفــــال المصابين أن يتغلبوا على هذه المصاعب بمرور الزمن ، وبالتعزيز الملائم .

و - سوء التغذية :


يشكـل نقص الغذاء سببــا في صعوبات التعلم وســــوء التغذية يؤثــر تأثيرا ً مباشرا ً وغير مباشـرعلى نمو الجهـاز العصبي المركزي ، وعلى نضـج الدماغ فيمكن أن يكون هنـاك تشوها ً في النسبة بين وزن الدماغ ووزن الجسم .