يجبر المستهلك في كثير من الأوقات على اقتناء خضروات بأوراقها كالجزر واللفت، أو التي تباع مع الأوراق الطويلة كالبصل والسلق، كما يتم شراء خضر مغطاة بالتربة كالبطاطا وذلك لجهلهم بالقانون الذي يؤكد على ضرورة إزالة جميع الأجزاء غير الصالحة للأكل.
يستغرب الكثير من المواطنين عند توجههم للسوق لاقتناء الخضروات، من تصرّف بعض الباعة عند مطالبتهم بإزالة الأوراق الزائدة من الخضراوات كالجزر أو اللفت، حيث يصرّ الباعة على وزنها للمستهلك ثم يقوم بقطعها ما يعتبر حسبهم غشا في الميزان.
مجبرون على شرائها من دون استهلاكها
وقت الجزائر تجولت في مختلف أسواق العاصمة الفوضوية منها والرسمية من أجل الوقوف على حقيقة بيع الخضروات والفواكه بالزوائد غير الصالحة للاستهلاك. وأثناء تجولنا داخل الأسواق، اكتشفنا أن أغلبية التجار يقومون بعرض سلعهم من دون نزع الأوراق أو الأتربة منها يقابلها استسلام وسكوت تام من قبل الزبائن، الأمر الذي أدى بنا إلى التقرب من بعض المواطنين الذين كانوا بصدد التسوق من أجل معرفة رأيهم في الأمر. وفي هذا الصدد، أكد أغلب المواطنين في حديثهم لـوقت الجزائر أنهم يضطرون في كل مرة لاقتناء مختلف الخضروات بأوراقها وبتربتها أيضا ما يزيد من ثقلها وكذا ميزانها، فعوض أن تشتري مثلا كيلو بطاطا صافية تجد رطلا منها تربة وأرجعوا السبب للباعة الذين لا يهمهم من التجارة سوى الربح السريع. وأكدت خالتي وحيدة أنها في كل مرة تقوم بشراء السبانخ السلق تقوم برمي النصف منه وأردفت أنا ربة عائلة تتكون من ثمانية أشخاص، اضطر في كثير من الأحيان إلى شراء خمس إلى ست ربطات سلق من أجل أن أقوم بطبخ وجبة غذاء، إذ أن كل ربطة تحتوي على كمية كبيرة من الأوراق غير صالحة للأكل، أقوم بنزعها قبل الطهي.
الباعة يقذفون الكرة في مرمى تجار الجملة
الباعة بالتجزئة من جهتهم، أكدوا أنهم غير ملامين على هذا الأمر، حيث أنهم يشترونها بهذا الشكل وأنهم غير مجبرين على نزعها وهم بذلك سيتسببون بالخسارة لأنفسهم وقال الحاج علي بائع خضر إنه يعرض سلعه بعد تنظيفها جيدا ولكن لا يمكنه إزالة كل الزوائد فهو بذلك سوف يخسر في الأمر.
وأرجع الباعة بدورهم المسؤولية للفلاحين وبائعي الجملة فهم المسؤولون عن هذا الأمر والواجب عليهم بيع الخضر من دون الزوائد التي لا يتم استهلاكها-حسبهم-.
جمعية حماية المستهلك تنبه المواطن وتدعو الوزارة للتدخل
من جانبه، أكد المكلف بالإعلام ونائب أمين عام جمعية حماية المستهلك، سمير القصوري، أن هناك مرسوما وزاريا صدر في 8 يناير 1994 على الجودة والعرض، ينص في المادة 03 أن الخضروات الطازجة وحتى الفواكه المتوجهة للاستهلاك يجب أن تنظف من جميع الأجزاء غير الصالحة للأكل، إلا إذا كانت ضرورية لحفظ وحماية المنتج. ذلك النظام الذي كان قائما لمدة 20 عاما ولكن ما يزال غير معروف لدى المستهلكين. وأرجع المتحدث الخطأ لممثلي أسواق الجملة الذين يشترون من المزارعين الفواكه والخضروات دون شروط مسبقة للتخلص من كل ما هو غير صالح للأكل ويضيفونه في الميزان. وهكذا تتبع السلسلة التجارية دون الحاجة إلى إزالة أجزاء غير صالحة للأكل، ويدفع المستهلك وتاجر التجزئة والجملة، ثمن جهلهم بالأمر إلا أن الضحية يبقى المستهلك. وأكد في ذات السياق على ضرورة معرفة المستهلك لحقوقه والدفاع عنها كما دعا المصالح المعنية إلى ضرورة تكثيف المراقبة من أجل فرض النظام في السوق.
اتحاد التجار: بيع الخضر بزوائدها تصرّف غير أخلاقي
من جهة أخرى، أكد الناطق باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج طاهر بولنوار، أنه من الواجب بيع الخضر والفواكه نظيفة وخالية من الزوائد أو التربة واعتبر بيعها من دون تنظيف تصرفا ممنوعا وغير أخلاقي. وأوضح بولنوار في حديثه لـوقت الجزائر إنه على وزارة الفلاحة أن تلزم الفلاحين ببيع الخضر وكذا الفواكه نظيفة. وفي ذات السياق، دعا تجار الجملة إلى رفض شراء الخضر والفواكه بزوائدها، حيث أنها تزيد في الميزان وتسبب لهم مشاكل عند بيعها للمستهلكين. وأمام صمت الوزارة الوصية، وتقاعس الفلاحين وتجار الجملة، إلى جانب البحث عن الربح السريع لباعة التجزئة، يبقى المستهلك الضحية الوحيد والسبب جهله للقانون.